فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولما دل على أنه يقال هذا لكل من الأثماء ويفعل به على حدته، دل على ما يعمون به، فقال مؤكدًا ردًا لتكذيبهم سائقًا لهم على وجه مفهم أنه علة ما ذكر من عذابهم: {إن هذا} أي العذاب قولا وفعلًا وحالًا {ما كنتم} أي جبلة وطبعًا طبعناكم عليه لتظهر قدرتنا في أمركم دنيا وأخرى {به تمترون} أي تعالجون أنفسكم وتحملونها على الشك فيه وتردونها عما لها من الفطرة الأولى من التصديق بالممكن لا سيما لمن جرب صدقه وظهرت خوارق العادات على يده بحيث كنتم لشدة ردكم له كأنكم تخصونه بالشك. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)}.
اعلم أن المقصود من قوله: {وَمَا خَلَقْنَا السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ} [الدخان: 38] إثبات القول بالبعث والقيامة، فلا جرم ذكر عقيبه قوله: {إِنَّ يَوْمَ الفصل ميقاتهم أَجْمَعِينَ} وفي تسمية يوم القيامة بيوم الفصل وجوه الأول: قال الحسن: يفصل الله فيه بين أهل الجنة وأهل النار الثاني: يفصل في الحكم والقضاء بين عباده الثالث: أنه في حق المؤمنين يوم الفصل، بمعنى أنه يفصل بينه وبين كل ما يكرهه، وفي حق الكفار، بمعنى أنه يفصل بينه وبين كل ما يريده، الرابع: أنه يظهر حال كل أحد كما هو، فلا يبقى في حاله ريبة ولا شبهة، فتنفصل الخيالات والشبهات، وتبقى الحقائق والبينات، قال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى أن يوم يفصل الرحمن بين عباده ميقاتهم أجمعين البر والفاجر، ثم وصف ذلك اليوم فقال: {يَوْمَ لاَ يُغْنِي مولى عَن مولى شَيْئًا} يريد قريب عن قريب {و لاَ هُمْ يُنصَرُونَ} أي ليس لهم ناصر، والمعنى أن الذي يتوقع منه النصرة إما القريب في الدين أو في النسب أو المعتق، وكل هؤلاء يسمون بالمولى، فلما لم تحصل النصرة منهم فبأن لا تحصل ممن سواهم أولى، وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى: {واتقوا يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} إلى قوله: {و لاَ هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة: 123] قال الواحدي: والمراد بقوله: {مولى عَن مَّولى} الكفار ألا ترى أنه ذكر المؤمن فقال: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ الله} قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد المؤمن فإنه تشفع له الأنبياء والملائكة.
اعلم أنه تعالى لما أقام الدلالة على أن القول بالقيامة حق، ثم أردفه بوصف ذلك اليوم ذكر عقيبه وعيد الكفار، ثم بعده وعد الأبرار، أما وعيد الكفار فهو قوله: {إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم طَعَامُ الأثيم} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
قال صاحب (الكشاف) قرئ {إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم} بكسر الشين، ثم قال وفيها ثلاث لغات: شجرة بفتح الشين وكسرها، وشيرة بالياء، وشبرة بالباء.
المسألة الثانية:
لبحث عن اشتقاق لفظ الزقوم قد تقدم في سورة والصافات، فلا فائدة في الإعادة.
المسألة الثالثة:
قالت المعتزلة: الآية تدل على حصو ل هذا الوعيد الشديد للأثيم، والأثيم هو الذي صدر عنه الإثم، فيكون هذا الوعيد حاصلًا للفساق والجواب: أنا بينا في أصو ل الفقه أن اللفظ المفرد الذي دخل عليه حرف التعريف الأصل فيه أن ينصرف إلى المذكور السابق، ولا يفيد العموم، وههنا المذكور السابق هو الكافر، فينصرف إليه.
المسألة الرابعة:
مذهب أبي حنيفة أن قراءة القرآن بالمعنى جائز، واحتج عليه بأنه نقل أن ابن مسعود كان يقرىء رجلًا هذه الآية فكان يقول: طعام اللئيم، فقال قل طعام الفاجر، وهذا الدليل في غاية الضعف على ما بيناه في أصو ل الفقه.
ثم قال: {كالمهل} قرئ بضم الميم وفتحها وسبق تفسيره في سورة الكهف، وقد شبه الله تعالى هذا الطعام بالمهل، وهو دردى الزيت وعكر القطران ومذاب النحاس وسائر الفلزات، وتمّ الكلام ههنا، ثم أخبر عن غليانه في بطون الكفار فقال: {يَغْلِي فِي البطون} وقرئ بالتاء فمن قرأ بالتاء فلتأنيث الشجرة، ومن قرأ بالياء حمله على الطعام في قوله: {طَعَامُ الأثيم} لأن الطعام هو (ثمر) الشجرة في المعنى، واختار أبو عبيد الياء لأن الاسم المذكور يعني المهل هو الذي بل الفعل فصار التذكير به أولى، واعلم أنه لا يجوز أن يحمل الغلي على المهل لأن المهل مشبه به، وإنما يغلي ما يشبه بالمهل كغلي الحميم والماء إذا اشتد غليانه فهو حميم.
ثم قال: {خُذُوهُ} أي خذوا الأثيم {فاعتلوه} قرئ بكسر التاء، قال الليث: العتل أن تأخذ بمنكث الرجل فتعتله أي تجره إليك وتذهب به إلى حبس أو منحة، وأخذ فلان بزمام الناقة يعتلها وذلك إذا قبض على أصل الزمام عند الرأس وقادها قودًا عنيفًا، وقال ابن السكيت عتلته إلى السجن وأعتلته إذا دفعته دفعًا عنيفًا، هذا قول جميع أهل اللغة في العتل، وذكروا في اللغتين ضم التاء وكسرها وهما صحيحان مثل يعكفون ويعكفون، ويعرشون ويعرشون.
قوله تعالى: {إلى سَوَاء الجحيم} أي إلى وسط الجحيم {ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الحميم} وكان الأصل أن يقال: ثم صبوا من فوق رأسه الحميم أو يصب من فوق رءوسهم الحميم إلا أن هذه الاستعارة أكمل في المبالغة كأنه يقول: صبوا عليه عذاب ذلك الحميم، ونظيره قوله تعالى: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} [البقرة: 25] و{ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الكريم} [الدخان: 49] وذكروا فيه وجوهًا الأول: أنه يخاطب بذلك على سبيل الاستهزاء، والمراد إنك أنت بالضد منه والثاني: أن أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين جبليها أعز ولا أكرم مني فوالله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئًا والثالث: أنك كنت تعتز لا بالله فانظر ما وقعت فيه، وقرئ {أنك} بمعنى لأنك.
ثم قال: {إِنَّ هذا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} أي أن هذا العذاب ما كنتم به تمترون أي تشكون، والمراد منه ما ذكره في أول السورة حيث قال: {بَلْ هُمْ فِي شَكّ يَلْعَبُونَ} [الدخان: 9]. اهـ.

.قال القرطبي:

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)}.
{يَوْمَ الفصل} هو يوم القيامة؛ وسُمِّيَ بذلك لأن الله تعالى يفصل فيه بين خلقه.
دليله قوله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ ولا أولاَدُكُمْ يَوْمَ القيامة يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ} [الممتحنة: 3].
ونظيره قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ} [الروم: 14].
فـ: {يَوْمَ الْفَصْلِ} ميقات الكل؛ كما قال تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الفصل كَانَ مِيقَاتًا} [النبأ: 17] أي الوقت المجعول لتمييز المسيء من المحسن، والفصل بينهما: {فريق في الجنة وفريق في السعير}.
وهذا غاية في التحذير والوعيد.
و لا خلاف بين القراء في رفع {مِيقَاتُهُمْ} على أنه خبر {إنّ} واسمها {يَوْمَ الْفَصْلِ}.
وأجاز الكسائي والفرّاء نصب {مِيقَاتهم}.
بـ: {إن} و{يوم الفصل} ظرف في موضع خبر {إن}؛ أي إن ميقاتهم يوم الفصل.
قوله تعالى: {يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَولى عَن مَّولى شَيْئًا} {يَوْمَ} بدل من {يوم} الأول.
والمولى: الولي وهو ابن العمّ والناصر.
أي لا يدفع ابن عم عن ابن عمه، ولا قريب عن قريبه، ولا صديق عن صديقه.
{و لاَ هُمْ يُنصَرُونَ} أي لا ينصر المؤمن الكافر لقرابته. ونظير هذه الآية: {واتقوا يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 8 4] الآية.
{إِلاَّ مَن رَّحِمَ الله} {مَنْ} رفع على البدل من المضمر في {يُنْصَرُونَ}؛ كأنك قلت: لا يقوم أحد إلا فلان.
أو على الابتداء والخبر مضمر؛ كأنه قال: إلا من رحم الله فمغفور له؛ أوفيغني عنه ويشفع وينصر.
أو على البدل من {مولى} الأول؛ كأنه قال: لا يغني إلا من رحم الله.
وهوعند الكسائي والفرّاء نصب على الاستثناء المنقطع؛ أي لكن من رحم الله لا ينالهم ما يحتاجون فيه إلى مَن يغنيهم من المخلوقين.
ويجوز أن يكون استثناء متصلًا؛ أي لا يغني قريب عن قريب إلا المؤمنين فإنه يؤذن لهم في شفاعة بعضهم لبعض.
{إِنَّهُ هو العزيز الرحيم} أي المنتقم من أعدائه الرحيم بأوليائه؛ كما قال: {شَدِيدِ العقاب ذِي الطو ل} [غافر: 3] فقرن الوعد بالوعيد.
قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم} كل ما في كتاب الله تعالى من ذكر الشجرة فالوقف عليه بالهاء؛ إلا حرفًا واحدًا في سورة الدخان {إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم طَعَامُ الأثيم}؛ قاله ابن الأنباري.
و {الأثيم} الفاجر؛ قاله أبو الدرداء.
وكذلك قرأ هو وابن مسعود.
وقال همام بن الحارث: كان أبو الدرداء يقرىء رجلًا {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثيم} والرجل يقول: طعام اليتيم، فلما لم يفهم قال له: (طعام الفاجر).
قال أبوبكر الأنباريّ: حدّثني أبي قال حدّثنا نصر قال حدّثنا أبو عبيد قال حدّثنا نعيم بن حماد عن عبد العزيز بن محمد عن ابن عجلأن عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: عَلّم عبد الله بن مسعود رجلًا {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثيم} فقال الرجل: طعام اليتيم، فأعاد عليه عبد الله الصواب وأعاد الرجل الخطأ، فلما رأى عبد الله أن لسان الرجل لا يستقيم على الصواب قال له: أما تحسن أن تقول طعام الفاجر؟ قال بلى، قال فافعل.
و لا حجة في هذا للجهال من أهل الزَّيْغ، أنه يجوز إبدال الحرف من القرآن بغيره، لأن ذلك إنما كان من عبد الله تقريبًا للمتعلّم، وتوطئة منه له للرجوع إلى الصواب، واستعمال الحق والتكلم بالحرف على إنزال الله وحكاية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الزَّمَخْشريّ: وبهذا يستدل على أن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذا كانت مؤديةً معناها.
ومنه أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة، وهي أن يؤدّي القارىء المعاني على كمالها من غير أن يَخْرِم منها شيئًا.
قالوا: وهذه الشريطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة؛ لأن في كلام العرب خصوصًا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه، من لطائف المعاني والأغراض ما لا يستقلّ بأدائه لسان من فارسية وغيرها، وما كان أبو حنيفة رحمه الله يحسن الفارسية، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر.
وروى عليّ بن الجعد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية.
وشجرة الزقوم: الشجرة التي خلقها الله في جهنم وسمّاها الشجرة الملعونة، فإذا جاع أهل النار التجأوا إليها فأكلوا منها، فغليت في بطونهم كما يغلي الماء الحار.
وشبّه ما يصير منها إلى بطونهم بالمُهْل، وهو النُّحاس المذاب.
وقراءة العامة {تَغْلِي} بالتاء حملًا على الشجرة.
وقرأ ابن كَثير وحفص وابن مُحَيْصِن ورُوَيْس عن يعقوب {يغلي} بالياء حملًا على الطعام؛ وهو في معنى الشجرة.
و لا يُحمل على المهْل لأنه ذكر للتشبيه.
و {الأثيم} الاثم؛ من أثِم يأثَم إثْمًا؛ قاله القشيريّ وابن عيسى.
وقيل هو المشرك المكتسب للإثم؛ قاله يحيى بن سلام.
وفي الصحاح: وقد أثم الرجل (بالكسر) إثمًا ومأثمًا إذا وقع في الإثم، فهو اثم وأثيم وأثوم أيضًا.
فمعنى {طَعَامُ الأثيم} أي ذي الإثم الفاجر، وهو أبو جهل.
وذلك أنه قال: يعِدنا محمد أن في جهنم الزقّوم، وإنما هو الثريد بالزبد والتمر، فبيّن الله خلاف ما قاله.
وحكى النقاش عن مجاهد أن شجرة الزقّوم أبو جهل.
قلت: وهذا لا يصح عن مجاهد.
وهومردود بما ذكرناه في هذه الشجرة في سورة (الصافات وسبحان) أيضًا.
قوله تعالى: {خُذُوهُ} أي يقال للزبانية خذوه؛ يعني الأثيم.
{فاعتلوه} أي جُرُّوه وسُوقوه.
والعَتْل: أن تأخذ بتلابيب الرجل فتعتِله، أي تجرّه إليك لتذهب به إلى حبس أوبليّة.
عتلت الرجل أعتِله وأعتُله عَتْلًا إذا جذبته جَذْبًا عنيفًا.
ورجل مِعْتَل (بالكسر).
وقال يصف فَرَسًا:
نَفْرَعهُ فَرْعًا ولسنا نَعْتِله

وفيه لغتان؛ عَتَلَهُ وعَتَنَه (باللام والنون جميعًا)، قاله ابن السكيت.
وقرأ الكوفيون وأبو عمرو {فاعتلوه} بالكسر.
وضم الباقون.
{إلى سَوَاءِ الجحيم} وسط الجحيم.
{ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الحميم}.
قال مقاتل: يضرب مالك خَازن النار ضربة على رأس أبي جهل بمقمع من حديد، فيتفتّت رأسه عن دماغه، فيجرِي دماغه على جسده، ثم يصبّ الملك فيه ماءً حميمًا قد انتهى حره فيقع في بطنه؛ فيقول المَلَك: ذُقِ العذاب.
ونظيره: {يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم} [الحج: 19].
قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الكريم} قال ابن الأنباريّ: أجمعت العوام على كسر {إنّ}.
وروي عن الحسن عن عليّ رحمه الله {ذُق أَنَّكَ} بفتح {أن}، وبها قرأ الكسائيّ.
فمن كسر {إن} وقف على {ذُقْ}.
ومن فتحها لم يقف على {ذُقْ}؛ لأن المعنى ذق لأنك وبأنك أنت العزيز الكريم.
قال قتادة: نزلت في أبي جهل وكان قد قال: ما فيها أعزّ منّي ولا أكرم؛ فلذلك قيل له: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْت الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
وقال عكرمة: التقى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو جهل فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إن الله أمرني أن أقول لك أولى لك فأولى فقال: بأي شيء تهدّدني! والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئًا، إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه على قومه؛ فقتله الله يوم بدر وأذلّه ونزلت هذه الآية». أي يقول له الملَك: ذق إنك أنت العزيز الكريم بزعمك.
وقيل: هو على معنى الاستخفاف والتوبيخ والاستهزاء والإهانة والتنقيص؛ أي قال له: إنك أنت الذليل المهان.
وهوكما قال قوم شُعيب لشعيب: {إِنَّكَ لأنتَ الحليم الرشيد} [هود: 87] يعنون السفيه الجاهل في أحد التأويلات على ما تقدّم.
وهذا قول سعيد بن جبير.